نظم مجلس النواب الأردني بالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية واللجنة الوطنية لشؤون المرأة ومجلس القيادات النسائية العالمية قمة المنتدى العالمي للنساء في البرلمانات 2016 بعنوان: المرأة في السياسة: التقدم بخطى حثيثة وذلك من 4-6 آيار/ مايو 2016 تحت قبة البرلمان الأردني هذا وقد حضرالقمة العديد من البرلمانيات من 89 دولة لمناقشة التحديات العالمية الملحة وللانخراط في الحوار السياسي الذي يعكس الأثر الذي تتركه صانعات القرار من النساء اليوم والرؤى العالمية المتعلقة بذلك.
وتضمن الافتتاح كلمة للمهندس عاطف الطراونة، رئيس مجلس النواب الأردني والذي أكد بأن المنتدى فرصة للمشاركات لمناقشة الأثر الذي تتركه البرلمانيات في صنع القرار في أوطانهن. وأما فيما يتعلق بالمرأة الأردنية فقد أكد بأن المرأة الأردنية انخرطت في الحياة السياسية لتجد نفسها نائباً وعيناً منذ مطلع الألفية الحالية. وأنها وبدعم من جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين منحت مكانة لائقة عملاً لا قولاً، كما أشار إلى جهود سمو الأميرة بسمة التي ساهمت في منح المرأة موقعاً قيادياً. وأشار إلى أن الأردن سيبقى بوصلة السلم ولن يقبل القسمة على لون أو دين أو عرق أو جنس، وأنه للجميع لا يظلم ولا يقصى فيه أحد. وأشار إلى أن الأردن الذي شكل نموذج في المنطقة والإقليم ما زال يواصل اصلاحاته ولولا ظروف الحرب لنافس الأردن أعتى الديمقراطيات في العالم. وأكد على أن الأردن يواصل تحدياته في تغيير أنماط تفكير المجتمع. ويؤمن بمكانة المرأة لتمكينها من تبوء مواقع متقدمة في الأحزاب والأمانة العامة والصحف . لتصبح الأردن عاصمة العمل النسائي عن سابق جدارة واستحقاق.
أما سيلفنا كوش، مؤسسة المنتدى العالمي للنساء في البرلمانات ونائب رئيس البرلمان الأروروبي فقد أشارت إلى أن المنتدى العالمي كان حلماً كبيراً وجميلاً. وقالت أن القمة تشكل فرصة لتبادل الخبرات وتحقيق المشاركة المتساوية للمرأة باعتبارها حقا من حقوق الانسان وركيزة اساسية للديمقراطية وحاجة منطقية لمصلحة المجتمع كله، مشيرة الى ان الرجال ما زالوا يشكلون 80 بالمئة من اعضاء البرلمانات، و95 بالمئة من قادة الدول.
أما داليا غريباوسكايتي، رئيسة جمهورية ليتوانيا ورئيسة مجلس القيادات النسائية العالمية فقد أكدت بأنه بالرغم من أن الجماعات الإرهابية تستخدم التطور التكنولوجي للنيل من النساء فإن هذا التطورالتكنولوجي يمكن أن يستغل لتمكين النساء. وأن شبكات التواصل الاجتماعي بإمكانها تعزيز دور المرأة وأن المرأة يمكنها أن تصل إلى المواقع السياسية بالعمل الجاد والتصميم.
كما ثمنت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي لدولة الامارات العربية المتحدة الدكتورة امل القبيسي دور الاردن باستضافة المؤتمر العالمي ما يدل على جدية العمل لتمكين المرأة في الاردن، مشيرة الى الانجازات التي حققتها المرأة العربية وخصوصا الاماراتية بفضل الارادة السياسية وقناعة الشعوب بتقدم المرأة وتعزيز مشاركتها.
أمادولة السيد فيصل الفايز، رئيس مجلس الأعيان أكد بان الأردن يسعى على مستوى الشرق الأوسط وشمال افريقيا إلى تعزيز المشاركة وتمكين المرأة والفصل بين السلطات الدستورية وإصلاح منظومة القوانين التي تحمي المرأة وذوي الاحتياجات الخاصة. وأكد بأن الأردن ينعم بالأمن والاستقرار ويحظى باحترام المجتمع الدولي. وأشار إلى أن الإرهاب والتطرف بات يهدد البشرية قائلاً: “إننا في الأردن نؤكد بأن الحرب على الإرهاب حربنا والقضاء عليه مسؤولية المجتمع الدولي” والأردن سوف يستمر بالسعي نحو تحقيق الاستقرار والسلام بالمنطقة. وأكد على مقولة جلالة الملك عبد الله الثاني بأنه دون حل القضية الفلسطينية لا يمكن إنهاء الصراع والقضاء الإرهاب لأن القضية الفلسطينية مفتاح حل الصراعات في المنطقة.
وأشار إلى أنه دون الاعتراف بدور المرأة لا يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة خاصة تلك المتعلقة بالمرأة، وتساءل إن كان هناك التزاماً حقيقياً نحو المراة وتعزيز مشاركتها في البرلمان لمناقشة ما يهمها في الصحة والتعليم والتنمية. وأشار إلى أن تمكين المرأة يتطلب تطوير تشريعات قوانين البرلمانات والانتخابات المركزية والأحزاب السياسية لتحتل منصب الوزير، والمشرع، والقاضي، والسفير، والنائب. وأكد على أن منطقة الشرق الأوسط تعيش العديد من الأزمات السياسية منذ عام 1948 واليوم تستقبل المليون ونصف المليون لاجئ والصراعات تؤثر على المرأة بشكل مباشر مما يجعل واقع المرأة تحدياً في خطة التنمية لعام 2030. وأكد على أن الأردن من اكثر الدول المستضيفة للاجئين وطالب المجتمع الدولي بتحمل المسؤولية وتقديم الدعم بما يتعلق باللاجئين. هذا وقد تسلم دولة السيد فيصل الفايز، مندوباً عن جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين شهادة تقدير المنتدى للمملكة الأردنية عن فئة تعزيز دور النساء في عملية صنع القرار.
وعلى هامش حفل الافتتاح منحت شهادة تقدير من المنتدى إلى دولة الإمارات العربية المتحدة عن فئة دعم المرأة في المناصب البرلمانية– أول رئيسة مجلس تسلمتها د.أمل القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، الإمارات العربية المتحدة. وتم منح شهادة تقدير المنتدى إلى دولة الجزائر عن فئة الإصلاح التشريعي: 50% كوتا للنساء في قوائم الأحزاب السياسية تسلمتها مونية مسلم، وزيرة التضامن الوطني والأسرة ووضع النساء في الجزائر. وتم أيضا منح شهادات تقدير المنتدى لدول مختارة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منها تونس لما تتبوؤه المرأة التونسية من مكانة في المجتمع وللدور الذي تلعبه في مختلف المجالات وتبع ذلك التقاط صورة جماعية للمشاركين في المنتدى.
وقد شاركت سعادة النائب وفاء بني مصطفى، رئيسة ائتلاف البرلمانيات من الدول العربية لمناهضة العنف ضد المرأة في الجلسة المتعلقة بالمرأة في السياسة: التقدم بخطى حثيثة الإسراع نحو التكافؤ في القوة –تعريف قوة التكافؤ. وركزت تلك الجلسة على الحاجة إلى قيادة متوازنة جندرياً وتوضح الأثر الإيجابي الذي يتركه تكافؤ القوة على المجتمع ككل وقد تساءلت سعادة النائب بني مصطفى: “لماذا المراة في السياسة؟” وأجابت بأن السبب اننا نرى الآن ماذ فعل الحكم الحالي وماذ فعلت السيطرة الذكورية على الواقع السياسي في كل البلدان مما أدى إلى جزء من النتائج الكارثية التي وصلت إليها بعض البلدان، إذ أن النساء عندما يدخلن في مجال السياسة يجلبن قيم مختلفة عن تلك التي يجلبها الرجال. وأشارت إلى أن هناك تقدم في التعليم والصحة ولكن لا ينعكس لاعلى الاقتصاد ولا على السياسة، إذ أن المرأة استطاعت تقليص الفجوة وسبقت الرجال في التعليم إلا أنها لم تستطيع من الاقتراب من تجسير الفجوة في مجال السياسة أو الاقتصاد. وأشارت إلى أن ما وصلت إليه المرأة اليوم هو بفضل النضال الذي قادته النساء الأوائل اللاتي تجاوزن الكثير من العقبات وأشارت إلى أن المطلوب أن نكمل النضال. وأكدت على أننا بحاجة إلى تطوير القوانين ودعم المراة وأننا بحاجة إلى العمل على الثقافة وعلى التعليم لأن التعليم هو أمر في غاية الأهمية، وأن نركز على التشريك. وأشارت إلى اننا ما زلنا في السياسة في مجال بعيد عن العالم ونحتاج إلى أن نسرع الخطوات.
أما لويز موشيكيوابو، وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون في رواندا، أشارت إلى أنه يجب أن يكون هناك سياسة مناسبة إذ عندما يتعلق الأمر بامكانية أن تلعب المرأة دورا في السياسة يجب ان تتبع القيادة سياسة مناسبة إذ أن المرأة والرجل لديهم قدرات لا يمكن اقصائها وأشارت إلى سعي بلادها في مجال نيل حقوق الميراث للمرأة. كما أكدت على أن النساء في رواندا قد تجاوزت مشاركتهن في العمل البرلماني 30 % ووصلت إلى 64%. وأكدت بأننا يجب ان نقف عن استخدام العادات والتقاليد كعذر ويجب أن تكون المراة مركز الحياة إذ انها هي التي تهب الحياة.
أما فيسنا بوزيك، نائبة رئيس البرلمان في كرواتيا، أشارت إلى أن هناك صعوبات تواجه المرأة ومنها العنف الجسدي والجنسي، والاغتصاب، والاتجار بالبشر، والزواج المبكر، وتشويه الأعضاء التناسلية. وأشارت بان ما يجب تحسينه هو ليس ظروف المرأة فحسب بل المجتمع أيضاً وانه يجب أن يكون هناك دور للمرأة في السياسة إذ أن السلطة تكمن في المجال السياسي . وختمت وهي توصي النساء أن يبادرن في السعي للمشاركة في السلطة أينما كن.
أما بولا كوكس رئيسة وزراء برمودا سابقاً قالت أنه يجب أن يتحول كل رجل إلى إمرأة حتى يغير فهمه للمرأة وأشارت بأن هناك عنصرية على مستوى المؤسسات Institutionalized racism لاقصاء النساء عن السياسة.وأشارت بأن أصواتنا (أي أصوات النساء) يجب أن تسمع لأن هذا هو السبيل لإحداث تغيير وبأن هناك حاجة إلى وجودة ثورة نسائية she revolution لتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة وأوضحت نحن بحاجة إلى مشاركة المرأة على الطاولة.
أما توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2011، فأشارت إلى أن أهم مشكلة تعاني منها المرأة في جميع الحضارات والدول هي النظر إلى ان قيادتها للشأن العام ترف وأمر فائض عن الحاجة، وأن المشاكل التي تعاني منها المرأة في الدول العربية والدول الأخرى هي نفسها ولكن بنسب مختلفة وأشارت إلى أننا إلى الآن لا نجد امرأة في صناعة القرار الدولي إذ لم تحتل إمرأة منصب رئيس للولايات المتحدة الأمريكية أو أمين عام للأمم المتحدة إلى الآن، وأشارت إلى أن احتلال المرأة لمثل هذه المناصب من شأنه أن يقلل من الظلم. وأكدت على أنه ينبغي للمرأة أن تشارك في الشؤون العامة السياسية والثقافية والاقتصادية منها قائلة بأن هذا ليس أمراً فائضاً عن الحاجة، وأن المواطنة الحقة هي بوبابة حقوق المرأة، وبأن المرأة تعاني من إرث العادات والتقاليد وفهم مغلوط للديانات يجبرها أن تلعب أدواراً تقليدية معينة ولكن ينبغي أن تقول المرأة:” أنا هنا!” ويجب أن ترفض هذه الأدوار التقليدية وأشارت إلى أن المراة تعاني من غيرة حقيقية من إنجازاتها واحتكار للمعلومات من قبل الرجال والنساء على حد السواء و أختتمت قائلة: “إن أردت التغيير أدخلي ولا تنتظري الإذن من أحد”
وفي اليوم التالي من المؤتمر شاركت سعادة النائب ريم ابو دلبوح في جلسة بعنوان الوعد بالسلام وأثر النساء في منع النزاعات وحفظ السلام وحل النزاعات. وأشارت إلى أنه ينبغي أن يكون للمرأة دور في فض النزاعات وأشارت إلى أن قرار مجلس الأمن 1325 الصادر عام 2000 يلزم الأعضاء بإشراك المرأة في عمليات السلام واتخاذ التدابير اللازمة لحمياتها. وأضافت بأن الأردن لا يزال من البلدان الرائدة في حفظ السلام إذ شاركت 61611 ضابطاً من النساء في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وأشارت أيضا إلى مشاركة النساء الملتزمات في الخدمات الطبية الملكية في عمليات حفظ السلام، مؤكدة أن كل ذلك يجعل المرأة مهيئة للمشاركة في عمليات حفظ السلام وفض النزاعات. وأشارت إلى أزمة اللاجئين وإلى اضطلاع الأردن بمسؤولياته في المجالات الصحية والاجتماعية والأمن والحماية للاجئين.
وشاركت أيضا سعادة النائب خلود خطاطبة، العضو في مجلس النواب الأردني في جلسة بعنوان الهروب والهجرة والإدماج حلول سياسية من جانب القيادات النسائية لأزمة اللاجئين.وقالت:”انعقاد المؤتمر في الأردن دليل على ما تتمتع به الأردن من الأمن والأمان وأن اندماج اللاجئين في المجتمع الأردني هو ليست قضية بسبب الثقافة المشتركة بين الشعبين والدليل أن 80% من اللاجئين تم دمجهم مع المجتمع و20% منهم في المخيمات” وأضافت أن للأردن دور في مواجهة الإرهاب إذ كان الأردن اول من حذر من تنامي الإرهاب ولم يتوقف الأردن أمام أي عائق عن مواجهة الإرهاب وأن ضيق الحال لم يمنع الأردن من ممارسة دوره الإنساني إذ أن “التحضر يقاس بالفكر وليس بالاقتصاد.”