ضمن جلسة نظمها المعهد الديمقراطي الوطني بتاريخ 16/6/2020، التقى أعضاء ملتقى البرلمانيات الأردنيات برئيسة كوسوفو السابقة سعادة السيدة عاتيفيت يحياغا. واستهل اللقاء السيد أريانيت شيهو، مدير المعهد الديمقراطي الوطني في الأردن وقال: “إن هؤلاء النساء الذين معنا اليوم هم نماذج بالنسبة لي والسيدة يحياغا هي أيضاً نموذج بالنسبة لي.” وأشار إلى دراسة قام بها المعهد الديمقراطي الوطني على 150 دولة و بينت الدراسة أن العديد من الهيئات المعنية بالديمقراطية لم توفر مجالأً للنقاش وتبين وجود حكومات تتطبق إجراءات تتعارض مع دساتيرها والحريات. كما أشار إلى أن الدراسة بينت أنه حتى تواجه الهيئات الديمقراطية والحكومات هذه التحديات التي خلفتها الأزمة عليها أن تتعلم التعامل مع المجتمع والقطاع الخاص لإيجاد توازن بين إدارة المرض وإدارة المجتمع. وأكد على أهمية مساهمة المرأة في هذه الأزمة وقال: “الأردن واجه الأزمة بشكل جيد إلأ أن الحكومة لم تتواصل مع السيدات النواب ولم تجعلهم جزءاً من صنع القرار.”
ورحبت دكتورة صباح الشعار، رئيسة ملتقى البرلمانيات بالحضور وبينت أن الجائحة جعلت السيدات النواب يركزن على مشاكل مناطقهن وأشارت إلى أن حظر التجوال جعلهن يقمن بحل مشاكل المواطنين بشكل أصعب.
وبدورها بينت سعادة الرئيسة يحياغا أن أزمة كورونا أخلت بالموازين السياسية والاقتصادية وجعلت العديد يفقدون أحبتهم ومحلاتهم وبينت أن الهلع والخوف في بداية الأزمة وعدم المعرفة زاد من التوتر في البلاد من الداخل. وبينت الصعوبة التي واجهتها النساء من حيث توفير الموارد لبيوتهن وصعوبة هذا الأمر بالإضافة إلى العنف الأسري الذي ازداد في ظل عدم وجود دور إيواء مما جعلهن يضطررن لمواجهة العنف. وبينت دور المرأة في الحفاظ على الاستقرار وأشادت بالنساء اللواتي قدن بلادهن بالحكمة إلى تخطي هذه الأزمة وقالت: “البلاد التي تقودها النساء جعلن شعوبها هادئة حيث كانت لهن قيمة مضافة وكن قياديات بشكل متميز، واستطعن احتواء المرض أكثر من البلدان الأخرى.” وأضافت: ” نحن النساء نجيد التنظيم ونجيد إدارة الأزمات والمواقف الصعبة وبالوقت ذاته نستطيع الحفاظ على هدوءنا.” وعن دورها كرئيسة سابقة لدولة كوسوفو فبينت أنها كانت أصغر رئيسة وأول رئيسة امرأة تستلم هذا المنصب وأكدت على أن أولويتها كانت تحقيق احتياجات الشعب وقالت: ” أولويتي كانت أن أكون قائدة وأن أحقق احتياجات الشعب بغض النظر عن عرقهم أو دينهم أو لونهم. كما سخرت عملي للسلام وإعادة الإعمار والحوار على كل المستويات في المجتمع، ووسعت طاولة الحوار لشول النساء والأقليات ومجموعات لم تكن موجودة في حواراتنا.” وأكدت على أنها حين شملت المناطق البعيدة تبين أنها المناطق الأكثر حاجة للعمل.
وأشارت إلى أن وسائل الإعلام قد ركزت على انتقاد مظهرها وملابسها وعلى طبيعتها الحنونة أكثر من عملها وانجازاتها. وأكدت على أن التنمر واجهته من النساء أكثر من الرجال. إلا أنها اختارت أن تحارب بشكل أقوى وقالت: ” النساء يتعاملن مع المشاكل ويتفوقن في حلها أكثر من الجنس الآخر. واختتمت قائلة : ” أنتم في الأردن وأنتن كبرلمانيات يجب أن تكونوا فخورين بإنجازاتكم.”
وأشارت النائب ريم أبو دلبوح، رئيسة لجنة المرأة إلى أن هذه الجائحة وضعت الجميع أمام مسؤولية الحفاظ على صحة الأردنيين. وبينت أن دور النواب السيدات في ظل الجائحة هام حيث كانوا يتواصلون مع من هم في مواقع المسؤولية من أجل بحث أمور تتعلق بدوائرهن الانتخابية وبناء جسور الثقة ما بين الحكومة والمواطنين وأشارت إلى أهمية دور السيدات النواب أيضاً في مرحلة التعافي وقالت: ” إن مرحلة التعافي تتطلب التعاون ما بين السلطات.”
وبينت الدكتورة صفاء المومني أنه في الأزمات تصبح المهام أصعب والتعاملات أصعب وأشارت إلى أن السيدات النواب مررن بمرحلة صعبة جداً حيث كان عليهن حل المشاكل الاجتماعية والبطالة والفقر ومشاكل عمال المياومة وانقطاع المزارعين عن عملهم والمشاكل التي واجهت مربي الثروة الحيوانية وإيصال المساعدات للمحتاجين ومعيقات حركة التنقل وصعوبة وصول أفراد الأسرة لبعضهم. حيث ازداد الضغط أكثر من الظروف العادية. وأشارت إلى أن غياب التنسيق ما بين الجهات المعنية جعل السيدات النواب يبذلن جهداً أكبر في الموازنة بين متطلبات المواطنين والإمكانات المتاحة.
وبينت النائب منتهى البعول أن الجائحة جلبت خسائر اقتصادية وسببت تعطل الكثير من الأعمال وأشارت إلى أنها كنائب تساعد العاطلين عن العمل والعائلات المحتاجة وقالت: ” ندرك وعي المرأة في هذه الأزمة التي كانت أيقونة الإيجابية.”
وبينت النائب وفاء بني مصطفى إلى أن الدور السياسي للبرلمان بشل عام كان غائباً وليس فقط دور المرأة وبينت أن العمل بقوانين الدفاع أدى إلى إهمال وتغييب الأجندة الاجتماعية بالكامل حيث كان هنالك صمت كامل حول العنف المنزلي. وبينت أن وظيفة البرلمانيات هي أكبر من العمل الخيري برغم أهميته. كما أشارت إلى أن النساء لم يتم تغييبهن فقط على مستوى البرلمان بل وعلى مستوى الحكومة. حيث ظهر الرجال كأبطال وتم تجاهل دور النساء اللواتي يعملن بقطاعات هامة أثناء الجائحة بنسب كبيرة حيث بلغت نسبتهن 70 % في القطاع الصحي وأكثر من 60% في قطاع التعليم. إلا أنها بينت أن الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أعطت للمرأة الصوت حيث عمل ائتلاف البرلمانيات الذي تترأسه على عقد عدة جلسات ويبنار لبحث قضايا هامة في ظل الجائحة من خلال الاطلاع على تجارب خبراء من لينان والمغرب ومصر والعراق وفلسطين. كما أشارت إلى دليل حماية المرأة من العنف السياسي الذي ينوي ائتلاف البرلمانيات، الذي تترأسه بني مصطفى، إطلاقه بالتعاون مع المعهد الديمقراطي الوطني. والذي سيمكن المرأة في الأردن والعالم من التعامل مع كافة أشكال العنف السياسي.
وبينت النائب هيا المفلح أنها خلال الحظر كانت تحاول مساعدة من هم في دائرتها من خلال الهاتف ثم بعد انتهاء الحظر تمكنت من الذهاب لزيارتهم وتلبية احتياجاتهم. وأشارت إلى مشكلة البطالة في الأردن وعمال المياومة والنساء العاملات في المدارس الخاصة واللواتي يواجهن تحديات كبيرة مثل الاقتطاع من رواتبهن أو تسريحهن من العمل بسبب الحظر مما جعلهن بلا دخل وزاد المشاكل الاجتماعية لاعتمادهن على رواتب أزواجهن. وأكدت على أهمية أن يقف المجتمع الدولي إلى جانب النساء النازحات واللاجئات اللواتي يعانين من ضعف الرعاية الصحية وضعف البنية التحتية.
أما النائب عليا أبو هليل فتحدثت عن إيجابيت الأزمة التي علمت النساء وكافة أفراد الأسرة كيفية تنظيم الوقت والاستفادة منه وبينت أهمية تواصل الأم مع أبنائها ومع المعلمين من خلال تجربة التعلم عن بعد. وأكدت على أن الأزمة بينت أهمية العمل المرن وتقعيله وقالت: “إدارة الأزمات لا تحتاج إلى الأموال بل إلى العقول.” وبينت سناء العجارمة مديرة الائتلافات والكتل ومنسقة ملتقى البرلمانيات في المجلس أن هناك قطاعات تضررت وقطاعات استفادت من الأزمة وأن الجميع عانى من القلق والإحباط في بداية الأزمة وقالت: “أصبحنا نقدر أهمية العلاقة التي تربطنا ببعضنا بشكل أكبر.”
وبدورها أشادت سيادة الرئيسة يحياغا بحكمة القيادة الهاشمية وحكمة الأردن في قيادة الأزمة وبدور السيدات النواب وبعملهن وقالت: “معظمكن حاول العمل حتى النهاية برغم التحديات الموجودة.”وبينت أن السيدات يمكن أن يوحدن جهودهن للعمل في مرحلة التعافي حيث تقوم الحكومات في هذه المرحلة بطرح خطط طوارئ وحزم اقتصادية وهذه برأيها تشكل فرصة جيدة للسيدات النواب لتوجيه هذه الخطط والحزم لصالح المرأة. وأشارت إلى أن إقبال الأردن على الانتخابات يجب أن يجعل الأحزاب السياسية والمرشحين أن يقدموا في برامجهم الانتخابية اقتراحات لدعم النساء الرياديات في المشاريع الصغيرة. وقالت: ” بدون التعاون الكامل بين المرأة والمجتمع ككل لن نستطيع الحصول على مجتمع مزدهر. وبدون وجودنا بشكل متساو أخشى بأننا لن نستطيع أن نقدم الأفضل للمشاركين والمواطنين.”
أما إيميلي كرونكس، مديرة برامج الديمقراطية في USAID فأشادت بتعاون سيادة الرئيسة وبمشاركتها خبراتها بشكل مستمر للسيدات النواب وقالت: ” لقد كان أدائكن مذهل في ظل الجائحة حيث سلطتم الضوء على القضايا التي تهم المرأة.”
ادار اللقاء : علي العمري مدير برامج مشاركة المرأة في الحياة السياسية في المعهد الديمقراطي