جهاد ابراهيم هي قصة مصرية جديدة لأبطال قهروا المستحيل ولم تمنعهم إعاقتهم من الوصول لما قد لا يستطيع الوصول له الأصحاء ولدت في أسرة متوسطة بإحدى قرى مصر وأُصيبت بشلل الأطفال منذ الطفولة ولكنها تؤكد أنها لم تعش لحظة واحدة وهي تشعر أنها معاقة.
في سن الرابعة من عمرها كانت تحملها أمها وتأخذها إلي بيت معلمة من جيرانهم لكي تعلمها القراءة والكتابة، وبعد فترة حصلت على أول كرسي متحرك من أحد أقارب والدتها والذي كان يعيش في الخارج فبدأت التحرك وذهبت إلى المدرسة، وكانت طوال فترة تعليمها من المتفوقين دراسيا.
كانت تحلم بدخول كلية الطب والتخصص في مرض شلل الأطفال لكنها حصلت علي مجموع لم يؤهلها للالتحاق بالكلية التي تتمناها منذ صغرها والتحقت بكلية البنات قسم اجتماع ومن الصعوبات الكبيرة التي واجهتها أن جميع المحاضرات كانت في الأدوار العليا ولا يوجد مصعد بالكلية فكانت تجلس بالحديقة تنتظر نزول زملائها لكي تأخذ منهم ما كتبوه في المحاضرة وتقوم بتصويره. واصلت جهاد تفوقها وحصلت على المراكز الأولي وتم تعيينها معيدة بالكلية وحصلت على درجة الماجستير في الآداب بتقدير امتياز وتعمل الآن أستاذة مساعدة بالكلية.
لم تتوقف جهاد عند هذا الحد من النجاح بل واصلت التحدي في مجال آخر وهو مجال الرياضة ومارست لعبة السباحة وحصلت على بطولة الجمهورية فيها عام 2013 كما حصلت على فضية بطولة الجمهورية عام 2006 وذهبية عام 2007.
وعن ذلك النجاح الجديد تقول جهاد كنت أقوم بعمل علاج طبيعي فإذا بخبيرة ألمانية تشاهدني وتعجب جداً بلياقتي وتقول لي إن أفضل لعبة لها هي السباحة وفي اليوم التالي قررت أن يكون هناك اختبار لها تحت الماء وتعلمت خلال فترة وجيزة أربع سباحات “حرة وباك وفراشة ودولفين” ودخلت عدة بطولات أولها بطولة الجمهورية عام 2006 وحصلت فيها علي المركز الثاني “وفي عام 2007 حصلت علي المركز الأول، وعام 2008 حصلت على بطولة كأس مصر وفي عام 2010 حصلت على المركز الثاني وأخيرا حصلت على ميداليتين في بطولة الجمهورية والتي أقيمت في نادي الصيد المصري عام 2013.
نأتي للتحدي الثالث لجهاد وهو رغبتها في خدمة أهلها ومواطني دائرتها الانتخابية لذا قررت رغم الصعاب خوض انتخابات مجلس النواب المصري. وتضيف: “قررت الترشح لانتخابات مجلس النواب المصري 2015 وقالت إنني أشعر أن بلدي مصر بحاجة إلى عقليات متفتحة وكوادر ذات بصمات جديدة فأنا أعتبر نفسي ممثلة عن الشعب المصري كله وليس لفئة متحدي الإعاقة فقط، وشجعني لخوض تجربة الانتخابات زوجي.”
وتضيف أنها انضمت لقائمة في حب مصر بدعم من المنسق العام للقائمة الراحل اللواء سامح سيف اليزل، وتواصلت مع الناخبين من فوق مقعدها المتحرك ونالت النجاح وحصلت على مقعد البرلمان.
وتقول كان من أهم بنودي برنامجي الانتخابي الاهتمام بالتعليم والصحة فبدونهما لا يمكن أن نحقق التنمية مضيفة أنها تركز على تغيير القيم السلبية في المجتمع المصري.
اليوم الخميس فاجأت جهاد متابعيها ومحبيها بصورة لها على صفحتها على مواقع التواصل تقول فيها “باركوا لي وقولوا ما شاء الله أنا بقيت أم لمولودتى الأولى كارما والعيد مش راضي يخلص إلا لما يفرحني بأحلى هدية كل اللي هقولها ليكي يا كارما انك هتكوني فخورة إني أمك هتعرفي العالم ان أمك لم تكن جالسة يوما ما على كرسي متحرك لكنها كانت ملكة متوجة على كرسي العرش شكرا يا رب”.
الخبر منقول عن جريدة الرأي الأردنية: للاطلاع على الخبر كاملا الرجاء الضغط هنا