عُقدت يوم الأربعاء الموافق 6/5/2020 جلسة ويبنار ضمن سلسلة جلسات خاصة بمؤتمر “ديناميات النوع الاجتماعي في عصر كوفيد-19” والذي تنظمه شبكة النساء كشركاء في التطوير والتقدم WPP بالتعاون مع كرسي خليل جبران للقيم والسلام. وألقت الجلسة الضوء على أثر فيروس كوفيد-19 على ظاهرة العنف المنزلي وكيف ساهمت الأزمة في زيادة هذه الظاهرة وإعادة انتاجها. وناقشت الجلسة مدى اختلاف التأثير على النساء من دولة لأخرى والأسباب البنيوية لهذه الاختلافات. كما ناقشت الجلسة العناصر الرئيسية لاستراتيجيات التأهب والاستجابة للأزمات التي تراعي الفوارق بين الجنسين للتغلب على آثار هذه الأزمة.
وافتتحت الجلسة الدكتورة مي ريحاني، مديرة كرسي جبران للقيم والسلام في جامعة ماريلاند الأمريكية حيث أشارت إلى دور المرأة الريادي والأساسي لمحاربة هذا الفيروس المنتشر في العالم ككل. هذا وأشادت بدور النائب بني مصطفي وإصرارها على إزالة التمييز المبني على النوع الاجتماعي.
وأدارت سعادة المحامية وفاء بني مصطفى، رئيسة ائتلاف البرلمانيات من الدول العربية لمناهضة العنف ضد المرأة الجلسة، وأشارت إلى أن سلسلة الحوارات هذه ستستخلص ورقة سيتم تعميمها على كافة أنحاء العالم حول مسألة تزايد العنف الأسري ضد المرأة لمساعدة الحكومات والمجتمع المدني على تجاوز هذه الجائحة. وأشارت إلى أنه عند بداية هذه الجائحة كان التركيز على القطاع الصحي ومن ثم أصبح التركيز على القطاع الاقتصادي نظراً للتداعيات الاقتصادية على العالم. وقالت: “في هذه الأثناء كان يتوارى في الظل جائحة تسمى “جائحة الظل أو الجائحة المستترة وكان يتوارى معها مفهوم الحماية الاجتماعية.” هذا وأكدت على أن الأمين العام للأمم المتحدة أصدر بياناً يدعو فيه الحكومات إلى “وضع سلامة المرأة أولًا عندما تستجيب للوباء.” وأشارت إلى أن هذه الجلسة والجلسات القادمة ستستضيف خبراء من عدد من الدول العربية لتسليط الضوء على هذه المشكلة وتداعياتها.
وتحدثت الدكتورة عبلة عماوي، الأمين العام للمجلس الأعلى للسكان، عن الدراسة التي قام بها المجلس حول أثر الجائحة على المساواة بين الجنسين. وأشارت إلى نقاط الضعف التي أظهرتها جائحة كورونا من بينها تغييب دور المرأة بصنع القرار او تضمين احتياجاتها بخطط الاستجابة. وبينت بالإحصائيات أن عدد الإصابات بالفايروس بين الذكور أكثر منها بين الإناث عالمياً بفارق قليل، ولكنها أكدت على أن الظروف الصحية للنساء في الأردن تضعهن في دائرة الخطر حيث بينت أن المرأة أكثر عرضة للأمراض المزمنة من الرجل وبالتالي ستكون عرضة للإصابة بالفيروس أكثر من الرجل. وأشارت إلى أن نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة بين الإناث في الأردن (13.9%) وبين الذكور (11.8%).
هذا وأشارت إلى الدراسة التي قام بها مركز الدراسات الاستراتيجية التي بينت أن 12% من النساء في الأردن تعرضن للتعنيف من قبل أحد أفراد العائلة أثناء الحجر، وأن 34% أفادوا بأن حظر التجول أدى إلى مشاحنات أو خلافات أو عنف داخل الاسرة خلال فترة حظر التجول. هذا وسلطت الضوء على خطورة انقطاع خدمات الصحة الإنجابية أثناء الجائحة.
وبينت أن نسبة المؤسسات الفردية التي تديرها النساء من المنزل هي 56.8% وبالتالي ستكون المرأة أول المتضررين بفعل توقفها. وبينت أن 25.6% من النساء يعملن بالمهن الأولية ذات الدخل المحدود والتي يصعب العمل بها عن بعد من المنزل مما جعلهن أيضاً من المتضررات إثر الحجر الصحي. وأكدت على أن 14% من الأسر ترأسها امرأة لم يتم التطرق إلى الضرر التي قد يلحق بهن نظراً لتضاعف المسؤوليات المادية الموكلة لهن أثناء الحظر. وأِشارت إلى أن ظاهرة زواج القاصرات ربما ستزداد في ظل جائحة كورونا وبينت أنه كان هناك تهميش لذوات الإعاقة وعاملات المنازل في ظل جائحة كورونا حيث يزداد العنف عليهن بشكل مضاعف.
أما لينا أبو حبيب، المستشار الاستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للصندوق العالمي للنساء في لبنان، فبينت أن النساء في لبنان والأردن يواجهن تحد مشابه في ظل جائحة كورونا يتمثل بعدم التزام الدول بجلب أبناء الأردنيات واللبنانيات المتزوجات من أجانب من الخارج إلى بلادهم في ظل هذه الظروف الصعبة. وقالت: “هناك معضلة عدم مساواة تاريخية لذلك يتأثر كلا الجنسين جراء الجائحة بشكل مختلف.” وأشارت إلى الظروف الصعبة التي تعيشها النساء العاملات بالخطوط الأمامية وبينت أن عدد المصابين من العاملين في الخطوط الأمامية في القطاع الطبي يبلغ 740 حالة ومنها 60 حالة إناث. وبينت أن النساء يشغلن 70% من المهن التي تطلب إنقاذ حياة الآخرين يعملن دون حماية كاملة ودون أجور كافية. وأشارت إلى أنه في لبنان تعتبر العاملات في المنازل من أكثر الفئات العرضة لشتى أنواع الاستغلال.
وبينت أن فقدان العديد لعملهم جراء الجائحة، واستقبال هذه الأزمة في ظروف اقتصادية صعبة تعاني منها البلاد، وارتفاع سعر الدولار وانهيار العملة المحلية، إلى جانب معاناة عمال المياومة وسائقي الأجرة، كلها أمور ساهمت في تفاقم الأزمة وقالت:” إن النساء في الأساس وجودهن أقل من الرجال في سوق العمل، وبالتالي هن أكثر تضرراً من هذه الأزمة”
وأشادت بدور جمعية كفى عنف واستغلال في لبنان وبينت أنها تلقت 560 حالة بشهر نيسان 2020 وقالت: “هذه النسبة ضعف النسبة التي تلقوها في شهر آذار” وبينت أنه بشهر كانون الثاني/ يناير 2020 شهد لبنان 6 جرائم قتل ضد النساء وأكدت على أن جمعية كفى لاحظت بأنه وراء كل جريمة قتل تتزايد اتصالات شكاوى العنف. هذا وأشادت بدور الجمعية في تقديم الخدمات للضحايا من بيوتهم من خلال تشبيك الضحايا مع القضاة عن طريق تطبيق الواتساب، الأمر الذي سهل على الضحايا عناء الذهاب للمحاكم. وأكدت على ضرورة اعتراف الدول بأهمية أعمال الرعاية والجهات التي تقدمها.
أما الدكتورة سحر القواسمي، العضو المؤسس في ائتلاف البرلمانيات فبينت أن وباء الكورونا اتخذ منحى التضخيم من خلال الإعلام حيث سبقه عدة أوبئة أدت لمئات الملايين من الوفيات إلا أنها لم تحصل على الصدى الذي حصل عليه وباء كورونا نتيجة لأن الوباء يتفشى بشكل سريع. وقالت: “هو قاتل لعين يستهدف الفئات العرضة والأقل مناعة.” وقالت سلط هذا الفيروس الضوء على حقوق الإنسان والقضايا الصحية حيث بين الخلل في ضعف حصول الإنسان على حق العلاج، مشيرةً إلى أن أولويات العالم في المستقبل ستتجه نحو القضايا الصحية والاجتماعية. وأكدت على أن الأزمة بينت أن الاقتصادات الوطنية تقود المرحلة في الأزمات. وأعربت عن قلقها إزاء المؤسسات التي تعمل على قضايا حقوق النساء ومدى قدرتها على الاستمرارية في العمل في ظل هذه الجائحة. وأشارت إلى أنه في حالات العنف يسيطر الذكر أكثر من الأنثى نظراً للفكر البطرياركي السائد.
وأشارت إلى معاناة الأسيرات الفلسطينيات وبينت أن السلطة الفلسطينية طالبت الاحتلال بالإفراج عن الأسيرات إلا أنه لم يستجيب للأمر وقالت: “حتى أثناء الاعتقالات لا يلتزم المحتل بشروط الوقاية!” وأخيراً أكدت على الحاجة إلى إجراء دراسات حول سلوكيات الإنسان خلال الأوبئة.