ونحن في بداية عقد تحقيق أهداف التنمية المستدامة ولا سيما الهدف الخامس المتعلق بالمساواة بين الجنسين ينبغي لنا إسراع الخaطى في تحقيق العدالة للمرأة بكافة الأوجه ومواجهة كافة التحديات والمعوقات الكثيرة أمامها. فبالرغم من أن 184 دولة من بين 194 ضمنت المساواة بين الرجال والنساء في دساتيرها – وفقاً للأمم المتحدة- إلا أن التمييز لا زال هناك في العديد من الأوجه منها القوانين والسياسات، والأعراف والممارسات الاجتماعية، والصور النمطية المبنية على النوع الاجتماعي. ومن الجدير بالذكر أن النساء يتقاضين 23% أقل من الرجال عالمياً، وهناك 750 مليون بالغ أميين ثلثيهم نساء، وواحدة من بين 3 نساء تعاني من العنف الجنسي والجسدي، وواحدة من 3 نساء ما بين أعمار 15-19 سنة في 30 دولة واجهن تشويه الأعضاء التناسلية ، وتحتل النساء نسبة 25% فقط من المقاعد البرلمانية، وتبلغ نسبة النساء الوزيرات 21% .
وبرغم أن الظاهرة عالمية إلا أن المرأة العربية تعاني بشكل أكبر من قريناتها في العالم؛ فاليوم ما انفكت المرأة العربية تعاني آثار النزوح واللجوء جراء النزاعات والصراعات، وآثار العنف والخوف جراء انعدام الأمن والاستقرار في المنطقة. ولا زالت تعاني الأمرين لكسب قوت يومها هي وأسرتها فأنى لها أن تجد المجال للتقدم في ظل تلك الفوضى، وأنى لها أن تجد الوقت لتعلم وتؤثر في أطفالها، وأنى لها أن تصنع التغيير في العالم، وأنى للدول أن تتقدم ونصف المجتمع لا زال يعاني الأمرين.
إن موضوع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة لعام 2020 هو:” أنا جيل المساواة: إعمال حقوق المرأة‘‘. وهنا لابد من الإشارة ان التقدم نحو هذا الأمر يسير بخطى بطيئة جداً،
فوفقا لتقرير الفجوة الجندرية العالمي لعام 2020، يحتاج العالم لـ٢٥٧ سنة لسد الفجوة في المشاركة الاقتصادية والفرص حسب النمو البطيء لهذا المؤشر ما بين عام ٢٠٠٦-٢٠٢٠. وبالرغم من أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا استطاعت سد الفجوة بنسبة 60.5%، إلا أن المنطقة تحتاج لـ 140 سنة لسد الفجوة. لقد كان لدى ائتلاف البرلمانيات من الدول العربية لمناهضة العنف ضد المرأة وعياً تاماً لهذا الأمر، وقد شهد من خلال أعضائه ما تعانيه المرأة جراء الصراعات والاحتلال والصور النمطية والنظرة المجتمعية لها، وقد دق ناقوس الخطر وسعى ومن خلال بنود الاتفاقية العربية لمناهضة العنف ضد المرأة والعنف الأسري إلى أن يدين كافة أوجه التمييز ضد النساء والفتيات، ووضع بين يدي الدول خيار المصادقة عليها؛ فإما أن تنهض تلك الدول بواقع النساء من خلال المصادقة على الاتفاقية، وإما أن تختار أن تبقى صامتة وتتخذ موقفاً سلبياً ينكر ما يحدث من تمييز وانتهاك للمرأة وحقوقها.
ولا يسعنا في يوم المرأة العالمي إلا أن نقدم تحية إكبار وإجلال لكل النساء المناضلات والمكافحات اللواتي بدأن الخطى، واللواتي يمشين على الدرب الآن. ولا يسعنا إلا أن نقدم وعداً والتزاماً للأجيال القادمة بأننا سنبقي هذا الطريق معبداً.
كل عام وكل نساء الأرض بألف خير.