بمناسبة يوم المرأة العالمي لا يسعنا إلا أن نتمنى لكل النساء في العالم تحقيق العدالة والمساواة للعيش بكرامة في ظل مجتمعات يسودها الأمن والاستقرار وتحكمها الدساتير والقوانين العادلة والمنصفة.
ولا ننسى في هذا اليوم ما عانته وتعانيه النساء في جميع أنحاء الوطن العربي ولا سيما في العراق وسوريا وليبيا واليمن وفلسطين. ولا يسعنا إلا أن نرفع القبعات إجلالاً واحتراماً أمام صمود هؤلاء النساء في ظل مجتمعات تسودها الحروب والنزاعات المسلحة والفوضى وانعدام الأمن. هذا وسنمضي قدماً في خطانا في ائتلاف البرلمانيات من الدول العربية لمناهضة العنف ضد المرأة للسعي لتحقيق العدالة الاجتماعية للمرأة والأمن والاستقرار لها سواءًعلى المستوى التشريعي من خلال تعديل القوانين المجحفة بحق من تمثل نصف المجتمع، أو من خلال حث الدول العربية على اعتماد والمصادقة على (مسودة الاتفاقية العربية لمناهضة العنف ضد المرأة والفتاة والعنف الأسري) والتي بادر بتقديمها الائتلاف من خلال جامعة الدول العربية.
إن كفاحنا طويل لكن العالم الدولي والعربي بات يدرك أهمية تحقيق الأمن والأمان للمرأة والأسرة والطفل أولاً، وأهمية تحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمرأة ثانياً لأن ذلك من شأنه أن يرفع من مكانة المجتمعات وتقدمها الاقتصادي وازدهارها. ونود من هذه المنصة أن نطالب الحكومات والدول العربية باتخاذ الخطوات السريعة والحثيثة لتوفير الأمن والوقاية والحماية للنساء والفتيات من جانب، وتوفير البيئة المحفزة لجعل المرأة تتبوأ أعلى المناصب وتسهم أكبر الإسهام في مجال العلوم والاقتصاد والسياسة من جانب آخر؛ لتسهم بالتالي في نهضة وتقدم الأمم والحضارة الإنسانية. ذلك من شانه أن يؤدي إلى نتائج إيحابية لا في الوقت الحاضر فحسب بل وفي المستقبل بحيث يستطيع أولاد (ذكورا وإناثاً) أولئك النساء أن ينظروا إلى نماذج إيجابية وناجحة في أمهاتهم وأباءهم وأن ينظروا إلى حكوماتهم ومجتمعاتهم بثقة واعتزاز. إن ذلك لم يعد مطلباً بل أصبح أمراً ملحاً في ظل ما تمر ومرت به الحضارات الإنسانية من تراجع بسبب تهميش وإقصاء المرأة على مدى عقود من الزمن؛ إذ أن حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين جزء لا بأجزاء من مبادىءالعدالة الاجتماعية وحماية حقوق الإنسان وهدفاً هاماً لتحقيق التنمية المستدامة وسد الفجوة الجندرية.
ولتكن كل نساء العالم الشهب والنجوم التي تضيء سماء الظلمة في هذا الكون.