بتاريخ 20/5/2020 عُقدت جلسة ويبنار ضمن سلسلة جلسات خاصة بمؤتمر “ديناميات النوع الاجتماعي في عصر كوفيد-19″ والذي تنظمه شبكة النساء كشركاء في التطوير والتقدم WPP بالتعاون مع كرسي خليل جبران للقيم والسلام. وألقت الجلسة الضوء على أصوات النساء في ظل كوفيد ١٩، وهل غيرت الجائحة التعاطي الإعلامي مع جهودهن أم أن الإعلام غير طرقه وأدواته؟، وعلى دور الإعلام وتأثيره على النوع الاجتماعي في ظل المستجدات.
واستهلت الجلسة الدكتورة مي ريحاني، مديرة كرسي جبران للقيم والسلام في جامعة ماريلاند الأمريكية، حيث رحبت بالحضور وأشادت بإنجازات المرأة التونسية وأكدت على أن مشروع النساء كشركاء في التقدم والتطوير قد درس حالة تقدم تونس في التشريعات الصديقة للمرأة وبأن هذه الحالة تستخدم كمرجعية في الدراسات في الولايات المتحدة كنموذج لتطور التشريع لصالح المرأة العربية.
وأكدت سعادة النائب وفاء بني مصطفى على أن الدول التي تقودها نساء أثبتت قدرتها على التعامل مع تداعيات الفايروس مثل ألمانيا وأيسلندا نيوزيلندا وتايوان والنرويج. وذلك حسب مجلة فوربس. وأشارت إلى أن أسباب نجاحهن 4: وهي الحقيقة، والحب، والتكنولوجيا، والحسم. وقالت: ” هذا يدل على التفرد الذي تصنعه القيادات النسائية عندما تدير البلاد.” وأشارت إلى أن الحال في الدول العربية لا يزال متأخراً؛ فلم يسبق أن تولت في الدول العربية أية امرأة منصب رئيسة للوزراء ولكن على مستوى القطاع الصحي، تولت المرأة المناصب في أعلى الهرم في كل من: مصر والبحرين وقطر وفلسطين والصومال. هذا وأشارت إلى الحملة على وسائل التواصل الاجتماعي التي أطلقتها السيدة ميادة أبو جابر، رئيسة عالم الحروف وشبكة النساء كشركاء في التقدم والتطوير. حيث استخدمت رسومات بينت الدور الذي تلعبه النساء في ظل جائحة كورونا حيث قامت الشبكة بتصميم إعلان على غرار إعلان Jordanian Heroes لكن هذه المرة بطلاته النساء، وقامت أبو جابر أيضاً من خلال الحملة بعرض مرئيات تظهر سوبرمان يلبس العلم الأردني، ويقف بفخر إلى جانب الأردنيين الآخرين الذين يحيون النساء في الخطوط الأمامية لمحاربة الفيروس كأطباء وفنيين طبيين وممرضات. وبينت بني مصطفى أن مؤسسة عالم الحروف أدركت أنها ارتكبت خطاً من خلال تجسيد الأردن بشخصية سوبرمان الرجل. وأِشارت إلى أنه من خلال إدراك ذلك، ابتكرت عالم الحروف مرئيات جديدة تتناول امرأة خارقة تحيي القيادات النسائية بدءًا من طياري الجيش والعلماء ووكلاء إنفاذ القانون.
وتحدثت بولا يعقوبيان، عضو مجلس النواب اللبناني، عن المرأة في الإعلام في جائحة كوفيد 19 في لبنان وبينت أن جائحة كورونا أُثرت على الجميع إلا أنها أُثرت بشكل أكبر على النساء وعلى المجتمعات الأكثر فقراً والمخيمات. وأكدت على أهمية دور المرأة في عملية صنع القرار مشيرةً إلى أن النساء في أماكن صنع القرار يساهمن في تحسين أوضاع النساء في الشرائح المهمشة من المجتمع. وأكدت على أن التغطية الإعلامية في لبنان ركزت على الجانب الصحي بشكل كبير ومن جانب آخر شملت بعض التوعية الخاصة بالتعامل مع الأسرة أثناء الجائحة. وبينت أن الجائحة سلطت الضوء على أهمية دور العاملات في القطاع الصحي وفي الجمعيات. واختتمت مؤكدةً على أن “الكوتا هي الأساس، لا لأنها تمكن المرأة فحسب بل وتسهم في تمكين كل النساء في المجتمع ولا سيما المهمشات والمستضعفات.”
وبدورها أشارت معالي جمانة غنيمات، الصحفية والإعلامية الأردنية، ووزيرة الدولة لشؤون الإعلام والناطق باسم الحكومة الأردنية سابقا، إلى أن الإعلام ما زال منحازاً للرجال قبل وبعد جائحة كوفيد 19. وأكدت على أن المرأة لم يبرز دورها في ظل الجائحة برغم أنها كانت حاضرة في كل القطاعات: الجيش، والأمن العام، والقطاعات الحياتية الطبية، ومضيفات الطيران اللواتي جلبن أبناء الأردنيين من الخارج، والمعلمات اللواتي ساهمن في عملية التعلم عن بعد بشكل كبير. وأكدت على أن الإعلاميين ليس لديهم القناعة بضرورة التنوع الجندري المتوازن في الحضور الإعلامي. وقالت: “هنالك فجوة بين واقع المشاركة الحقيقية للمرأة وبين حضورها في الإعلام.” مبينةً أن المرأة فقط تستضاف إعلامياً في القضايا التي تخص المرأة فحسب لا في القضايا الجوهرية والهامة. وبينت أن الإعلام في طل الجائحة ذهب إلى التغطية الإخبارية وافتقر إلى التحليلي والاستقراء لمرحلة ما سيأتي بعد انتهاء جائحة كورونا. وقالت: ” الكورونا تؤسس نظام جديد وهذا يحتاج لرؤيا نسوية حول كيف ستكون أحوال المجتمعات بعد جائحة كورونا.”
وأشارت إلى مبادرة (حقك تعرف) التي أطلقتها للتصدي للشائعات في ظل جائحة كورونا وقالت: ” نحتاج إلى تدفق المعلومات وتحضير المجتمعات لكيفية التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي.” مؤكدةً على أن الرد على الشائعات يتم من خلال المعلومة والوعي والقانون. وفي هذا الصدد أشارت إلى ضرورة أن يغلظ القانون العقوبات وخصوصاً في أوقات الأزمات.
وبينت العضو في مجلس الشعب التونسي، ليلى حداد، أن ظاهرة العنف الزوجي ارتفعت في تونس وأنهم في اجتماع مع وزيرة المرأة والأسرة والطفولة لحماية المرأة في ظل الجائحة طالبوا بفتح المحاكم للبت بقضايا المرأة والأسرة. وأكدت على أن تونس تعاني من إشكالية كبيرة وهي تسريح النساء من المعامل. وأِشارت إلى أن ظهور المرأة في الإعلام محدود جداً كناشطة وفاعلة سياسية، وإلى أن الصورة النمطية حول المرأة في الإعلام مسيئة وتحتاج إلى المتابعة لتوجيه الإنذارات للهيئات المرئية والمسموعة حول هذه الصور النمطية. وقالت: “التهميش يعود للعقلية الذكورية التي لا تؤمن بكفاءة المرأة وقدرتها السياسية، والإعلام يساهم بشكل تقليدي ويظهر صورة نمطية لتقليص دور المرأة ويجعل دورها يظهر بشكل عكسي لما قدمته سياسياً.” وأكدت على أهمية أن يضع الإعلام استراتيجية حول تغيير الصورة النمطية للمرأة، وعلى أنه يجب أن تكون هناك شراكة بين الحكومة والبرلمان والمجتمع المدني. واختتمت قائلةً: “يجب أن نطور عملنا لنطالب بحق المرأة لا كـ(ضحية) بل كـ (مواطنة).”
واختتمت اللقاء الدكتورة مي ريحاني مشيرةً إلى أهمية تغيير الصورة النمطية للمرأة في الإعلام الغربي وأشارت إلى أن كرسي خليل جبران للقيم والسلام قد أدرك ذلك وبادر لتأسيس شبكة الكترونية تبين دور القيادات النسائية في العالم العربي لتغيير الصورة النمطية حول المرأة في الغرب.